هل توقعت أن تُقذف في غياهب سجن سري لا يخالجك وأنت بداخله أنك خارج منه.. ففي السجون السرية كل شيء مباح.. كل شيء ممكن، فإذا كانت هناك في السجون "اللي فوق الأرض" ثمة رقيب فأنت في باطن الأرض لا يعلم بحالك إلا الله.
محمد كسبة - عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين - وجَّه سؤالاً إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حول مأساة وجود سجون سرية في مصر للحصول على اعترافات من خلالها تحت التعذيب.
ويرى كسبة أن قضية السجون السرية مأساة حقيقة لا بد من حشد كل القوى لمواجهتها، فالسجون السرية تُعد إرهاب نظامٍ لا يريد أن يخضع للقانون، ويريد أن يعيد التطور الإنساني إلى عهود ما قبل التاريخ.
ومع أن حبيب العادلي - وزير الداخلية المصري - نفى وجودَ مثل هذه السجون داخل مصر، إلا أن المفارقة كانت في اعتراف الإدارة الأمريكية نفسها بوجود سجون لها في أماكن متفرقة من العالم - من المؤكد أن مصر من ضمنها - وحسب ما جاء بصحيفة (واشنطن بوست) فإن هناك قلة من المسئولين الأمريكيين، بجانب رئيس الدولة، وبضع من كبار مسئولي الاستخبارات في الدول المضيفة، يعلمون بوجود السجون الخفية التي أطلقت عليها المستندات السرية للبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات، ووزارة العدل الأمريكية فضلاً عن الكونجرس مسمى "المواقع السوداء".